لازالت الحركة الكشفية حركة تربوية: لقد أسهم الكشافون في التنمية لبعض الوقت..وفي كل من الدول النامية والدول الصناعية.ومع ذلك فانه لما كان الهدف من التنمية هو تحسين مستوى المعيشة فان هدف الكشافين أساسا هو هدف تربوي.ومن المهم أن نفهم ذلك..
عندما نخبر الناس عن مدى مساهمة الكشافين في أنشطة التنمية..فإنهم قد يصابون بالدهشة والذهول..فبعضهم قد لا يصدق ويعتقدون أن الكشفية قد نسيت طبيعتها وتقاليدها وإنها أصبحت وكالة للتنمية وهذا ليس هدفها..
ومع ذلك فقد مرت عدة سنوات على<قرار طوكيو> الخاص بدور الكشافة في التنمية.انه من الضروري أن نوضح ما يعنيه هذا القرار..وما هي متضمناته ولهذا راي المؤتمر أن التنمية هدف مهم في البرنامج الكشفي في كل من الدول الصناعية والدول النامية..
إن تنمية المجتمع عملية تتم داخل المجتمع ويشترك فيها كل أعضائه.إنها عملية تؤثر فيهم كأشخاص وتبدأ بفهمهم لما يواجههم من مشكلات..ولما كانت هذه المشكلات قائمة<مثال:-نقص المياه النقية أو بئر مياه ملوث>…إن فهم هذه المشكلات يؤدي إلى التخطيط والتنظيم واتخاذ ما يلزم من إجراءات ربما وغالبا بدون الاستعانة بمصادر خارجية أو أحيانا بالاستعانة بها لحل هذه المشكلات <مثال:-حفر بئر أو إقامة مصنع للاستفادة من المخلفات بطريقة فعالة>..
إننا أعضاء ليس في مجتمع محلي فحسب.ولكن في عالم يعتمد بعض أجزائه على بعض وحيث يكون إسعاد الكل إسعادا لكل جزء –إن التعليم الإنمائي هو فهم الطريقة التي يعيش بها الناس بثقافاتهم المختلفة والروابط التي تربط بين طرفهم في المعيشة وطريقتنا وضمانات الحياة في عالم واحد..والتي لا تستطيع على المدى البعيد أن تعيش كعالمين منفصلين أو ثلاثة عوالم...وبدون هذا الفهم والعمل على إيجاد هذا الفهم والإيمان به سوف لا يكون هناك عالم واحد..
الفتية الشباب – وهم الكشافون – أعضاء في كلا النوعين من المجتمعات- إنهم أيضا مصادر ثروة لهذه المجتمعات – إنهم غالبا ما يكونوا متعلمين أكثر من آبائهم وأمهاتهم.إنهم يبحثون عن الاشتراك في عملية التنمية – إنهم يريدون أن يسهموا بطريقة أو بأخرى..قد يكون هؤلاء ممن لا زالوا طلابا في المدارس أو ممن تركوها..قد يكونوا عمالا أو ممن لم يجدوا عملا بعد – قد يكونوا ممن يساعدون الوالدين في الحقل أو ممن يتجولون هنا وهناك..
مهما كان الحال.فان إسهاماتهم مطلوبة ويتوقف نوع الإسهام على ظروفهم وإمكانياتهم وقدراتهم..وبالممارسة – ككشافين- في عملية التنمية سواء محليا أو دوليا فإنهم يعطون انطباعا عن الحركة الكشفية بطرق ثلاثة:-
1- إنهم يشاركون في خبرات تربوية بتحملهم المسؤولية وتعلمهم عن طريق العمل..
2- إنهم يقدمون خدمات لها معناها..وهم إذ يفعلون ذلك يساعدون أنفسهم ويساعدون الآخرين في التغلب على مشكلة معينة..
3- إنهم يشاركون في بناء مجتمعهم مشاركة كاملة بالمفهوم الحقيقي للمواطنة الصالحة..
وعلى ذلك فان المشاركة في التنمية هي تطور في الكشفية التقليدية:
- من التربية العملية داخل صالة أو مخيم إلى التربية العملية داخل مجتمع.
- من تقديم خدمات للآخرين إلى تقديم خدمات مع الآخرين.
- من التعلم ليصبحوا مواطنين صالحين للغد إلى ممارسة المواطنة الصالحة اليوم.
لا يستطيع احد أن يتجاهل ما يتضمنه قرار طوكيو في الوقت الذي يبقى فيه مخلصا للحركة الكشفية – فالتنمية لابد أن تكون جزءا متكاملا في جميع البرامج الكشفية..