السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية الحركة الكشفية :
إن تأسيس الحركة الكشفية لم يكن وليد الصدفة، بل هيتلبية لحاجة وضرورة، وهذا الذي أدى إلى انتشارها في مختلف دول العالم، ولكننا تعتبرأن الكشفية ظاهرة عرضية على الرغم من أن مؤسسها لم يكن ينوى إيجاد مدرسة أو إعطاءبراءة ذمة لمنهج ما، ولكنه أطلق فكرته في إطار زمانه ومتطلبات مجتمعه وهو بذلك سبقعصره بكل معنى الكلمة، إذ كانت له رؤى تتعدى الصفات الخاصة به ككشاف إلى حاجاتالمجتمع الذي يحيط به، ولذا اختار بادل بأول حياة الغابات حبا بالطبيعة والعراء نولإيمانه بفائدة العيش والنشاط في الهواء الطلق، وهي ليست دعوة للانفلات والكسل، بلهي عملية تمرين للتعرف على الطبيعة في أمور العيش والنمو والبناء ضمن الإطارالاجتماعي. وقبل الحديث عن مراحل تطور الحركة الكشفية عالميا نلقى الضوء في البدايةعلى مؤسسها الأول وهو اللورد / روبرت ستيفنس سميث بادن باول.
** نشأة روبرتبادن باول:
ومن أوائل الكتب الني ألفها كتاب ( الاستطلاع والكشفية ) الذي صدرعام 1884 م ، وقد تضمن الأسس الفنية لاختصاصاته التي ظهرت فيما بعد . ولقد كانتالصعوبات العسكرية التي يواجهها الجنود البريطانيون من قبائل البوير الأفريقية سببافي نقل فرقة ( الهوسارد 13 ) التي انتمى إليها روبرت . وهكذا نقل روبرت إلى أفريقياالجنوبية . كان عدو الجنود البريطانيين هم قبائل البوير الذين كانوا يريدون التحرير، كان دور روبرت هو مهمة سرية استكشافية لجمع المعلومات ومعرفة إمكانية الهجرة بصفةمدنية لأهداف عسكرية بحتة ، وخلال تجواله فارسا لمدة شهر قطع فيها ألف كم لم يطلقأي رصاصة مع أنه أنجز عملا نال به تقدير رؤسائه ، وهكذا أمضى روبرت مدة ثلاث سنواتضمن حاميته فأصبحت له خبرة في مجال الاستطلاع والاستكشاف في العمق وار تفع عنده فنالملاحظة ، ولقد كانت الحياة في المستعمرات حياة رغيدة بتوفر فيها كل سبل الحياةاللاهية ، ولكن روبرت حافظ على الاستقامة شاغلا نفسه بأمور عديدة مثل الرسم ودراسةاللغة والعادات المحلية وتأليف الكتب . استطاع روبرت بادن باول أن يقنع هيئةالأركان البريطانية بأهمية فن الاستكشاف الذي سيجعل من بادن باول تعد مضى خمسةوعشرين سنة نمط حياة مطابقا للحياة المدنية المسالمة ، ولقد ألف أول كتاب له بعنوان ( استطلاع وكشفية ) ، ولقد استطاع أن يضع معلوماته عن الكشفية موضع التنفيذ ينماأتيحت له الفرصة عام 1888 م حيث اختاره اللواء سميث مساعدا له على الرغم أن رتبتهكانت أقل مما تتطلبه هذه المهنة ، وكانت مهمة البعثة التي تتكون من ستمائة جندي منالبريطانيين والسود هي لاستتباب الأمور على الحدود مع قبائل الزولو والقبض علىالزعيم ( دينزيلو ) ثم مساعدة مقيم إنجليزي المفوض المساعد الذي كان محاصرا في دارهمن قبل الزولو . وهكذا نجح الضابط المكلف روبرت في هذه المهمة بفضل معلوماته وخبرته، والاستفادة من كشافته البيض والسود ، ولقد استفاد بادن باول من هذه التجربة ثلاثةأمور هي :
1- الهدية التي قدمها له الزعيم دينزيلو وهي عقد كبير علقت فيه بعضالقطع الصغيرة م الخشب المنحوت ، التي أصبحت تقدم فيما بعد إلى المفضلين إلى كشافتهكبادرة ما زالت قائمة حتى الآن .
2- تجربته بأن لا يكتفي بمواجهة العدو فقط ،ولكن أن يتسفيد من طريقته في الحياة والعيش والثقافة ، مهما كان هذا الخصم ،فلأفراد جميعا على مستوى واحد في هذه القيم .
3- الثالث أغنية ( زولو ) بأدائها نغمتها التي أصبحت تما معروفا لكل الكشافة .
لقد وصلروبرت بادن إلى رتبة عميد في سن التاسعة والثلاثين وأصبح قائد للفرقة الخامسةللخيالة ونقل إلى الهند مرة أخرى ثم أنشأ فرقة كشافة في سريته لاقتناعه بأنه واجب ،واهتم بتدريبهم واخترع شعارا خاصا بهم يشبه زهرة الزنبق ، ثم ألف كتابه ( استطلاعوكشفية ) لمساعدة الجنود في مهمتهم الاستكشافية .
كان لشهرة بادن باول جور لينشر الكشفية ، ولعل بداية شهرته على مستوى بريطاني العظمى في ذلك الوقت هو مهمتهالتي قام بها في فك الحصار عن ( مافيكنغ ) ، وهي إحدى القرى الإفريقية التي كانيحاصرها البوير ، ولقد اهتمت الصحف البريطانية بهذا النصر بإسهاب شديد ، واعتبرتهذا النصر تاريخيا ، وبعد هذه الحادثة رقى روبرت بادن باول إلى رتبة جنرال (لواء ) وكان الأصغر في الجيش البريطاني من بين من يحملون هذه الرتبة حيث كان عمره أنذاك 43سنة ، وهكذا أصبح المدافع عن ( مافيكنغ ) خلال أيام معدودة البطل الوطني لبريطانيا .