بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه إلى يوم الدين.السيد القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية.
رئيس المؤتمر.السيد الأمين العام للمنظمة الكشفية العربية.عضو اللجنة الكشفية العالمية.السيد رئيس الاتحاد العربي للرواد والقدماء.السيدات والسادة الضيوف السيدات والسادة المؤتمرون.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أما بعد وقد شرفتموني بدعوتكم الكريمة في مؤتمركم الوطني التاسع فإنني سعيد ممتن بهذه الحظوة وهذا التشريف ولا يسعني إلا أن أعرب لكم ولجميع الوفود الحاضرة عن صادق الشكر وخالص التحية مبديا في نفس الوقت سعادتي وإعجابي بتنظيمكم العتيد الذي استطاع أن يبقى ثابتا شامخا في مواجهة نوائب الدهر وغوائله وتقلبات الأيام وحولانها بل ويزداد صلابة ومنعة تكسرت على جنباتها تحديات العصر طوال هذه العقود ولا ثنته عن غايته صعاب أو خطوب وظل قويا في كشفيته كشافا في قوته ما مسه لغوب و لا حاد عن غايته ولا ثناه عنها عائق و ليس هذا بغريب ولا بعجيب على مدرسة الوطنية قدوة التآزر والتكافل والنجدة ومعسكر النضال والفداء في سبيل العزة والحرية.
لقد كانت الكشافة الإسلامية الجزائرية حصنا حصينا لطالما احتمى بها الشعب الجزائري للحفاظ على قيمه ومثله ولحماية هويته وشخصيته كلما تعرضت للطمس والمسخ فكانت رحما عطوفا تخلق فيها الكثير من أبطالنا الذين وهبوا أرواحهم وكل ما ملكت أيديهم فداء الوطن ووعت قلوبهم معنى خدمته قربانا لسيادته وكرامته وتقدمه.
الم تكن الكشافة الإسلامية الجزائرية في مقدمة الصفوف يوم الثامن ماي 1945 حين رفع سعال بوزيد أمل الجزائر في راية جديدة ويوم جديد امتزجت فيه دماء الضحايا الزكية بألوان العلم الوطني المجيد؟ الم تكن من المستهدفين الأولين للمستعمر في ذلك اليوم فصب عليها جام غضبه ونكل بخيرة شبابها وأزهق أرواحهم لأنه كان يرى في تنظيمهم ووعيهم وسلوكهم القويم ما يشكل خطرا جسيما على مستقبله ووجوده في الجزائر.؟
إن ذاكرتي تعود بي إلى إحدى الأيام في بداية خمسينات القرن الماضي التي القت بروقها وسدفها على ثلة من اثنين وعشرين شابا تضطرم في بعضهم الروح الكشفية وتتقد بين جنبات الجميع جذوة الوطنية اجتمعوا يلفهم الأمل العريض ويحدوهم العزم الأكيد والهمة العالية ليعلنوا ميلاد ثورة التحرير وليرسموا بذلك مصير الجزائر الحديثة تيمنا بتلك المسيرة الغراء وذلك النهج القويم لرجل اختزل أمجاد التاريخ رغم عمره القصير مشروع سارت على هديه أجيال كان ديدنها الحق و مأملها العزة والكرامة انه القائد النموذج الرمز محمد بوراس طيب الله ثراه وأحسن منقلبه و مثواه لقد كان قدوة لمواطنيه في الوطنية وأسوة حسنة لأجيال كاملة في الاستقامة والتضحية.
أيها السادة الأفاضل.أيتها السيدات الفضليات:
يسرني ثانية أن أعرب لكم بهذه المناسبة الكريمة عن تقديري وإكباري لكافة إخواني الكشافين السابقين واللاحقين السائرين على دربهم إلى يوم الدين.
إن التكريم الذي قدمته الدولة للقائد الرمز محمد بوراس من خلال إسداء وسام الأثير لروحه الطيبة ما هو إلا عربون وفاء واعتراف بجهود ونضال رعيل كامل من رواد الكشافة الإسلامية الجزائرية .سطعت في سمائه أنجم بهرت الدنيا بضيائها وقد اصطفاهم الله واعدهم في أحسن تقويم ليكونوا مبشرين ومنذرين بالحق بعد أن ملأ الباطل أرجاء الوطن فمن خنادق الكشافة الإسلامية تخرج رجال ابتاعوا أخراهم بدنياهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وينحسر المجال هنا للتعطر بذكر أسمائهم جميعا بعد أن رفعتهم عناية الرحمن إلى ملكوته الأعلى لتخلد في الأرض أمجادهم بما قدموا من جلائل الأعمال في سبيل الجزائر وللذكر لا للحصر نذكر منهم لطفي بودغن .والعربي بن مهيدي . واحمد بوقرة. وباجي المختار. ومن إليهم كثير في جنة الرضوان خالدين فيها أبدا.
هذا الرعيل الأول المؤسس للكشافة الإسلامية الجزائرية الذي أرسى الأسس وشاد بنيانا سليما شديد المراس فلقد استمرت الأجيال من بعدهم تؤدي واجباتها في صمت ووفاء مبرهنة بذلك على سلامة مسلكها وصفاء منبعها وقوة إرادتها وعلو همتها حيث وقفت وقفة رجل واحد في مواجهة النوائب والكوارث كلما مست بلدنا الحبيب.
وان الشباب ليبقى دائما العنصر الفعال والأساس لحركة التنمية والتضامن وترقية المجتمع وهو وحده الذي يدفع بالأمة نحو أهدافها السامية وإحداث نقلة نوعية على طريق النهضة الشاملة التي تقوم فيها الأفكار الايجابية وقيم العمل و الكفاءة و الموضوعية في التعامل مع الذات والتفاعل مع منطق العصر ولقد أصبتم عندما رفعتم في مؤتمركم التاسع هذا شعارا ملتحم العناصر<سلم.مواطنة.وتنمية مستدامة>.إذ لا سلم بدون وطن ولا وطن بغير سلم ولا مواطنة تتحقق دون كليهما ولا تنمية ممكنة ومستدامة بدون سلم ومواطنة.
وما أظن شعبنا الذي اختار عن تصميم و إرادة واقتناع الوئام الوطني والسلم والمصالحة الوطنية كخيارات استراتيجية ليس لإنهاء ظاهرة الإرهاب المقيت فحسب ولكن لحسم معركة المستقبل التي يخوضها شعبنا ويتقدم في اتجاهاتها المختلفة بالتصالح مع الذات ومع روح العصر باكتساب نواصي المعرفة وفنون الآداب ومخترعات العلوم ومستجدات التكنولوجية الحديثة لا سيما الرقمية منها التي نتخلف فيها بحكم وضعنا عن شعوب أخرى تقدمت عنا كثيرا وكثيرا جدا.
لقد أعاد الشعب بهذه الخيارات بعث الأمل من رماد المآسي و الفرح من دموع الأحزان لا متشاق سيف الجد والكد والوعي لركوب متون العصر بكل ما يحبل به من مفاجآت لا حدود لها.
لا خيار في تقديري لفئات الشباب إلا أن ينضموا وينخرطوا في حركة التنمية التي تخوضها الجزائر بكل أبعادها والسير فيها قدما من اجل إصلاح الواقع وتجاوز النقائص واكتساب العلم والحفاظ على كل ما من شانه حماية مقومات الهوية الوطنية ومكتسبات الشعب ويساهم في صياغة مشروع مجتمع حداثي وأصيل.
أيها السادة الأفاضل
أيتها السيدات الفضليات.
إن تمتع منظمتكم بالمصداقية ونشاطاتها الهادفة و مساهماتها الإنسانية وتجليها بالقيم الأصيلة والحضارية السامية هي التي مكنتكم من احتلال المكانة الرفيعة التي تحظى بها اليوم بعضوية ملاحظ بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة ويتولى قائدها رئاسة الاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب ونيابة رئاسة الاتحاد العالمي للبرلمانيين الكشفيين وأعطتها السمعة الحسنة لدى المنظمات الإنسانية والمؤسسات الخيرية على أوسع نطاق وكل هذا أهلها لتنظيم فعاليات الجمبوري الكشفي العربي الــ 27 على ارض الجزائر العزيزة.
إنها إنجازات تعتز بها الجزائر وهي تقطف ثمار عمل منظمتكم التي مر على نشأتها أكثر من ستين سنة ويسجل التاريخ الأدوار الايجابية والأعمال الوطنية لحركتكم التي شقت طريقها وعززت مكانتها ضمن المجتمع المدني بإسهامها في ترقيتة بنصيب وافر في سبيل الحكم الراشد فاستحقت بذلك وعن جدارة تشجيعنا فاصدرنا قرارنا القاضي بإدراجها منظمة ذات نفع عام ولعل هذا سيدفعها إلى بذل المزيد من الجهد والاهتمام لتحقيق هدفها في بلوغ عدد أفرادها المليون كشاف وهو هدف نشيد به كما نشيد بأهدافها السامية الأخرى ونثمن نشاطها ونبارك مساعيها ومراميها النبيلة و الشريفة.
أيها السادة الأفاضل.
أيتها السيدات الفضليات.
إن تجمعكم هذا لتخطيط مستقبل منظمتكم خلال الأربع سنوات القادمة لهو فرصة للنقاش و الحوار وتبادل الآراء والأفكار في جو من الأخوة والروح العلمية والأدبية والنقدية المتبصرة انه رسالة تمتد في الأعماق منبعها نوفمبر أفقها جزائر عزيزة مكرمة يظللها السلم والمصالحة الوطنية ويعمرها المواطن الصالح هدفها رخاء وتنمية مستدامة لوطن وشعب رافلين في العزة والكرامة إن شاء الله.
كشاف كن مستعدا
تحيا الجزائر
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
عبد العزيز بوتفليقة